مقدمة:
طفلة من بلد عربي عمرها أحد عشر عاماً اسمها "ريتاج رحاحلة" من أصل جزائري هذه الطفلة الجزائرية تتمتع بعقل رياضي يجاري نظام الحواسيب في العمليات الرياضية حيث كانت قد أحرزت كأس العالم في الحساب الذهني والرياضي بعد أن فازت بكل جدارة على جميع منافسيها وأقرانها في المنافسة الدولية للحساب الذهني التي أقيمت في تايوان متغلبةً على ما يقارب الألف مشارك الذين يمثلون بلادهم من حوالي ثلاثين دولة حول العالم ومن هذه الدول الصين الولايات المتحدة الأميركية واليابان وهذه البلاد كما يعرفها الجميع أنها سابقة لزمانها بسبب كثرة التقدم والذكاء الخارق الذي يتمتع به أفرادها حيث لا يستطيع أحد أن يجاريهم في ذكائهم حتى جاءت هذه الطفلة الجزائرية وخرقت هذه القاعدة وحققت الفوز على ألف مشترك.
الحساب الذهني ما هو وما أهميته؟
الحساب الذهني هو عبارة عن مجموعة العمليات الحسابية مثل الطرح أو الجمع والضرب والقسمة وحتى العمليات المعقدة التي يقوم بها الأطفال أو حتى الأشخاص الكبار في الرياضيات خصيصاً ولكن هذه العمليات أو هذه الطريقة من الحساب لا يقوم بها الأفراد عن طريق الآلات الحاسبة مثلا أو بوجود الأدوات التي تساعد في الحل وهذا ما يميزه عن العمليات العادية هو أنه يتم عن طريق العقل البشري بدون كل تلك الآلات.
وإن من الأمور التي تزيد من أهمية الحساب الذهني وتجعل الكثير من المدرسين أو الدول أن تستخدمه بدلاً عن الطرق التقليدية هي أنه يجعل الطالب والطفل أكثر ثقة بنفسه عندما يرى نفسه أنه يقوم بحل أصعب المعادلات الرياضية التي إذا أراد شخص عادي أن يقوم بحلها فإنه يحتاج لمساعدة الآلات الحاسبة والأدوات الرياضية بينما هو بقليل من التفكير والتركيز وخلال دقائق يستطيع حل أكبر عدد من المعادلات فهذا ينمي الثقة بالذات داخل الطفل ويجعله يفكر بالتقدم أكثر والاعتماد على نفسه وأن لا يستعين بأي شيء غير عقله وتركيزه فالحساب الذهني يقوي من ذاكرة الطالب ويعزز مهاراته في التحليل السريع للأمور أو للمعادلات وأيضاً فإن تركيز الطفل السمعي يزيد شيئاً فشيئاً وذلك لأنه يضع كل تركيزه عند قول المعادلة من قبل المدرس أو الشخص الذي يلقنه المعادلة بالإضافة إلى أن طريقة حل المسائل لاحساب الذهني يمكن أن يكون بأكثر من طريقة على عكس ما كان قديماً حيث كان يقتصر حل المسألة ربما على طريقة واحدة تقليدية بينما مع التطور في الحساب تم إيجاد أكثر من طريقة مع الحساب العقلي.
وإن من الأمور التي تساعد الطفل أو الشخص الذي يريد أن ينمي قدراته في حل المسائل هي أنه يجب عليه أن يقوم بحفظ جدول الضرب لتسهيل عمليات الضرب والقسمة وأن يستمر هذا الحفظ والتدريب كل يوم فلا يكفي أن يتدرب مثلا ساعة خلال النهار فهو ليس برنامج للرياضة نصف ساعة كل يوم بل هو عبارة عن عملية تنمية للذكاء وزيادة القدرة الاستيعابية للعقل.
وأيضاً من أهم الأشياء التي قد تكون محفزاً للشخص لتعلم هذه الأمور هو أن يكون لديه شغف وحب للتعلم وزيادة المعرفة حيث إن ذهب للتعلم وهو مجبر فإنه لن يتحصل له ولا أي فائدة وذلك لأنه يتعلم وهو غير مريد لهذا العلم على عكس إذا ذهب وهو محب ومريد للأمر فإنه سيبقى يتعب على نفسه ويضغط عليها حتى تتأقلم ويأخذ ما يريد تعلمه.
الطفلة "ريتاج" تحرز المركز الأول في المسابقة العالمية للحساب:
في مسابقة كأس العالم للحساب الذهني في الرياضيات التي تقام في تايوان سنوياً بهدف البرهنة على أنه يوجد هناك أطفال وأشخاص كبار كانوا أو صغار لا يعتمدون في عملياتهم الحسابية على الآلات الحاسبة نهائياً ولا حتى برامج الحاسوب أو الجوالات بل كل ما يستخدمونه في الحل هو عقولهم التي أودع الله سبحانه وتعالى فيها هذه القدرات الخارقة التي إن استخدمناها بشكل صحيح فإن قدراتها لا تعد.
وفي هذه المسابقة في هذا العام كان قد شارك حوالي الألف طفل من ثلاثين دولة في العالم ومن بين أولئك الأطفال الطفلة "سجود ريتاج رحاحلة" جزائرية المولد.
حيث تمكنت هذه الطفلة من حل خمسمئة عملية رياضية خلال مدة ثلاث دقائق.
هذا وكانت "سجود" قد نالت نفس المرتبة في مسابقة أقيمت في تركيا حيث نالت المركز الأول أيضاص متفوقة على كل منافسيها حيث تعد من النوابغ في العالم.
وقالت ريتاج أنها حصلت على خمسمئة من خمسمئة في الحساب وقبل انتهاء الوقت المحدد للانتهاء وأيضاً قالت أنها شاركت في بطولة نهائي أبطال العالم في تايوان في 2019 بحضور أقوى سبع دول في المنافسة وحصلت على المرتبة الثانية في المسابقة.
ومن ميزات هذه الطفلة التي تعتبر فخراً لبلدها الأم أولاً الجزائر وللعالم العربي أجمع ثانياً فإنها تحفظ القرآن الكريم كاملا عن ظهر قلب حيث كانت قد حفظته في سن مبكرة فهي عمرها الآن أحد عشر عاماً.
ويعود الفضل أولا لله عز وجل ومن ثم لوالديها اللذان التمسا هذه الموهبة في ابنتيهما وعملا على تنميتها والاعتناء بها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حيث قالت أنها بدأت بالحساب الذهني منذ سن الرابعة من العمر.
حيث قال سجود في تصريحها أن والداها من تكفلا بالعناية بها حيث إن أباها قام بالتكلف بجميع أمور الرحلات والمسابقة وكانت أمها هي مدربتها الشخصية التي تقوم بتدريبها.
ومن أجل هذا الفخر الذي حققته ريتاج لبلدها قام الجزائريون بالاحتفال بهذه الموهبة العظيمة التي أعطاهم الله إياها وخصهم بها حيث علق أحدهم على وسائل التواصل الاجتماعي بأن ريتاج هي مفخرة لبلدهم وهذا هو الجيل الذي نسعى إليه وهي عز لوالديها ولبلدها.