تَعَرَّف على زواج "البارت تايم" ومن أين بدأ وهل يصح العقد فيه؟!
مقدمة:
من أجل التخلص من المشاكل الكثيرة التي انتشرت أخيراً بين الأزواج وأدت بعضها بل أغلبها إلى طلب الطلاق والتفرقة بين الزوجين فمن أجل التخفيف من مثل هذه الأمور أطلق المحامي أحمد مهران مبادرة اعتبرها حلّاً لكثير من الحوادث التي تصير بين المتزوجين في مصر وهذه المبادرة هي عبارة عن ثلاثة مقترحات جاء في مقدمتها:"زواج البارت تايم" أو أن يقوم الرجل بالزواج من صاحبة زوجته المطلقة ظناً منه أنه الحل المناسب الذي سيقطع المشاكل من جذورها.
إذاً ما هو تعريف هذا الزواج وما هي ماهية المقترح أو المبادرة التي وضعها هذا المحامي للحد من المشاكل الزوجية المتزايدة؟.
الزواج في الإسلام:
بدايةً يجب علينا أن نعلم أن الإنسان السليم هو الإنسان الذي يبقى على أصل فطرته التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها ولا يزيح عنها أبداً لأنه إن فكر بالتحول عن هذه الفطرة فسيصبح مثل الحيوانات التي تعيش حياتها دون السؤال هل هذا حلال أم حرام وهل هذا يرضي الله عز وجل أم لا فلا يهمه ذلك وكل ما يهمه هو أن يملئ معدته آخر النهار ويقضي شهوته.
بينما الإنسان الصحيح الذي يبقى على ما خلقه الله عليه هو الذي يفكر بكل قرش يدخل إلى جيبه من أين أتى وإلى أين سيذهب ويسأل نفسه في كل تصرف أو عمل سيعمله هل موافق للشريعة الإسلامية أم يخالفها.
لذا ومن هذا المنطلق أحَلَّ الله جل اسمه للبشرية الزواج والارتباط فيما بينها بالطرق الحلال والتي لا تحيد عن الفطرة السليمة وذلك لعدة أهداف من أولها التكاثر المستمر للبشر وأيضاً من أجل تحصين النفس عن أن تحيد أو أن يتلفت الإنسان ببصره إلى امرأة غيره لذا حلل له الشرع الزواج بأربع بدلا من واحدة حتى يكفي ويملأ حاجته.
فالزواج في ديننا الحنيف هو عبارة عن رابطة تجمع بين الرجل والمرأة عبر الفطرة السليمة وبالطرق الصحيحة التي يعرفها الكثير وذلك لكي يكون كل واحد منهما سنداً وسكناً للآخر.
فالزواج هو من سنة الأنبياء عليهم السلام فالنبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم تزوج في حياته ولم يبقى بدون زواج حتى أنه عندما رأى عدد من الصحابة يريدون تطبيق سنته المشرفة وأن يعيشو مثل عيشته عليه الصلاة والسلام وقد كلفوا أنفسهم ما لا تطيق وما لا يقدرون عليه فمنهم من قال أصوم ولا أفطر ومنهم أقوم ولا أنام ومنهم من لا يريد الزواج نهائياً فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم إني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وهذه سنتي فمن رغب عن سنتي فليس منا أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وبهذا يعلمنا صوات ربي وسلامه عليه أولاً عدم التشديد على النفس وأن لا نحملها ما لا تطيق وأيضاً يوضح للصحابة رضوان الله عليهم ولمن بعدهم إلى يوم الدين أن من سنته الزواج وهو الزواج الشرعي الذي يحفظ النفس من الوقوع في المعاصي.
هذا وإن للزواج عدة أنواع منها جائز ومنها محرم والنوع الوحيد الجائز من تلك الأنواع هو الزواج الشرعي الصحيح وهو الذي يكون مستوفٍ لجميع الشروط والأحكام ومن أولها وجود الولي وهو الشخص الذي يكون وصياً عن المرأة التي تريد الزواج وأيضاً يكون الزواج برضى الطرفين فلا يصح الزواج بالإكراه وأن يحضر هذا العقد عدد من الشهود أقل شيء يكون عددهم اثنين وأن تستوفي المرأة حقها بمعنى أن يتم إعطائها المهر كاملاً لضمان عدم ضياع حقها مع الأيام. فهذه هي شروط الزواج الصحيح في الإسلام وكل زواج لا يستوفي هذه الأمور فهو زواج غير صحيح ولا يجوز.
ومن أنواع الزواج التي ظهرت في الآونة الأخير زواج المسيار وهو الذي تتنازل فيه الزوجة عن بعض الأمور مثل النفقة أو السكن مقابل الزواج وقد اختلف في هذا النوع الكثير من العلماء.
من أين بدأت القصة:
كما ذكرنا في بداية المقال أن المحامي المصري أحمد مهران غَرَّد عبر حسابه عن بعض الحلول التي اقترحها من أجل التخفيف من كثرة المشاكل الزوجية التي أصبحت ظاهرة منتشرة بكثرة في مصر ومن بين تلك الحلول ما سمّاه بزواج البارت تايم.
تعريفه: هو عبارة عن أن يتزوج الرجل المرأة لبعض الوقت أي بشكل مؤقت ويصبح يتردد عليها بين الحين والآخر مثلاً مرة كل أسبوع أو وقت فراغه من عمله مثلاً ويبقى عندها حتى نهاية اليوم لكن دون النوم عندها وفي هذا النوع تقوم المرأة التي ترضى بهذا الأمر بالتنازل عن حقها في المبيت يمكن للزوجين أو الشخصين المتفقين على هذا العقد أن يتطلقا في أي وقت يريدانه.
لذا وبعد انتشار الكثير من الدعوات ممن أثاروا هذا النوع بأن يصبح واقعاً نتعايش معه وذلك للتسهيل على الشباب من أجل أمور حياتهم إذا كان لا يستطيع فتح منزل لغلاء الأسعار قامت الإفتاء المصرية بإصدار فتوى بتحريم هذذا الزواج وبطلان عقده وأمرت الناس بعدم الانصياع لمثل هذه الدعوات.
إلا أن الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه في الأزهر كان له رأي آخر حيث صرَّح بأنه لا يستطيع أن يعطي حكم التحريم لهذا الزواج معللاً إجابته بأن الزواج في إسلامنا من شروطه وجود الرضا بين الطرفين وحضور الشهود للزواج وتحديد المهر المقدم للمرأة فإذا وجدت هذه الأمور فالزواج صحيح وشرعي.
وقال أيضاً بأنه إذا رضيت الزوجة أن لا يكتب لها الزوج سكن أو بيت يحتويها فيه فهذا النوع من الزواج مباح، ولكن لا يتم تعميمه بين المواطنين لأن أكثر العوائل لا ترضى به.
وأكد أنه لا يستطيع تحريم زواج البارت تايم معللاً إجابته أن الزواج مستوف للشروط وهو لا يعتبر بزواج متعة، لأنه يكون محدد لشهر مثلاً أو شهرين وفي هذه الحالة يكون باطل.