هل بداية شهر محرم من السنة الهجرية هو يوم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
عند بداية أول يوم من الشهر الأول من رأس السنة الهجرية وهو شهر مُحّرَّم يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية تعبيراً منهم بالفرح لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.
لكن ليست هنا المشكلة إنما المشكلة أن كثير من الناس يظنون ويعتقدون أن واحد مُحَرَّم هو تاريخ هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وتركه مكة وذهابه إلى المدينة وهذا قطعاً غير صحيح..
هيا بنا في مقالتنا هذه نرى متى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وهل كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يحتفلون بهجرته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كما يحتفل المسلمون في أيامنا هذه؟
بداية التقويم الهجري:
التقويم الهجري هو عبارة عن التقويم الذي كانت تستخدمته العرب قبل الإسلام لكن ترتيب الأشهر للسنة الهجرية كاملة كان يختلف حسب كل قبيلة وما تراه مناسباً حسب ظنها بمعنى أن الأسماء والأشهر لم تكن موحدة بين العرب وقد أدى هذا الاختلاف في التوقيت إلى تفاوت في توقيت الحج في كل سنة لهذا الأمر وللضرورة المُلِحَّة لتوحيد التوقيت من أجل الحج وحتى كثير من الأمور رأى زعماء القبائل الاجتماع من أجل توحيد أسماء الأشهر وترتيبها.
وفي عام 412 للميلاد اجتمع كُبَراء القبائل العربية لتوحيد أسماء التقويم، وبالفعل اجتمعوا ووحدوا القرار واعتمدوا التقويم اواحد للكل الذي سمي بالتقويم القمري الذي يعتمد على حركة القمر بمعنى أنه يتم قياس دورة القمر حول الأرض حيث يكتمل الشهر الهجري أو القمري كما تم تسميته باكتمال دورة القمر ولهذا السبب فإن أيام الأشهر الهجرية غير محددة وذلك لأن بداية ونهاية الشهر الهجري يتم تحديدها بناءً على رؤية هلال الشهر الجديد.
وبعد هذا الأمر أي بعد تحديد وتوحيد أسماء الأشهر وترتيبها استمر ذلك حتى عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه حيث وإنه في السنة الثالثة من خلافته رضي الله عنه أُرسِل مكتوب أو مرسال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه في شهر شعبان لكن دون أن يتم تحديد في أي سنة يعني هذه السنة أم غيرها لا يعرف فأرسل إليه سيدنا أبو موسى رضي الله عنه كتاباً يطلب منه البحث عن طريقة جديدة لمعرفة التقويم وكان أميراً للبصرة آنذاك فقال له في خطابه:"يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب وقد سُجِّلَ فيها التاريخ بها في شعبان ولا ندري أَيُّ شعبانٍ هذا هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟"
حينها قرر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يحدد التاريخ فأمر بجمع كبار الصحابة وذلك لكي يطرح كل منهم رأيه ويعطي حلّاً مناسباً وطريقةً فعليةً وسريعة من أجل احتساب التقويم فبدأ كل صحابي يعطي رأيه بخلاف الآخر فأحدهم قال بأن يتم اعتماد تاريخ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كبداية للتقويم والآخر قال نأخذ بتاريخ وفاته عليه الصلاة والسلام لكن في نهاية الاجتماع وبعد أن أعطى كل شخص رأيه وطريقته تم اعتماد هجرته عليه الصلاة والسلام وهو الرأي الذي تم أخذه.
وبعد هذا الأمر أي بعد تحديد وتوحيد أسماء الأشهر وترتيبها استمر ذلك حتى عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه حيث وإنه في السنة الثالثة من خلافته رضي الله عنه أُرسِل مكتوب أو مرسال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه في شهر شعبان لكن دون أن يتم تحديد في أي سنة يعني هذه السنة أم غيرها لا يعرف فأرسل إليه سيدنا أبو موسى رضي الله عنه كتاباً يطلب منه البحث عن طريقة جديدة لمعرفة التقويم وكان أميراً للبصرة آنذاك فقال له في خطابه:"يا أمير المؤمنين تأتينا الكتب وقد سُجِّلَ فيها التاريخ بها في شعبان ولا ندري أَيُّ شعبانٍ هذا هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟"
حينها قرر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يحدد التاريخ فأمر بجمع كبار الصحابة وذلك لكي يطرح كل منهم رأيه ويعطي حلّاً مناسباً وطريقةً فعليةً وسريعة من أجل احتساب التقويم فبدأ كل صحابي يعطي رأيه بخلاف الآخر فأحدهم قال بأن يتم اعتماد تاريخ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كبداية للتقويم والآخر قال نأخذ بتاريخ وفاته عليه الصلاة والسلام لكن في نهاية الاجتماع وبعد أن أعطى كل شخص رأيه وطريقته تم اعتماد هجرته عليه الصلاة والسلام وهو الرأي الذي تم أخذه.
وهذا ليس له علاقة نهائيا كما نرى بترتيب الأشهر في السنة الهجرية حيث وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهر "مُحَرَّم" هو بداية للسنة الهجرية وشهر "ذي الحجة" في ختام الشهور.
أسماء الأشهر الهجرية وتقسيمها:
عدد الأشهر الهجرية أو القمرية كما اتفقنا عليها اثنا عشر شهراً تبدأ بشهر محرم وتنتهي بشهر ذي الحجة( مُحَرَّم-صفر-ربيع الأول-ربيع الثاني-جمادى الأولى-جمادى الآخرة-رجب-شعبان-رمضان-شوال-ذو القعدة-ذو الحجة) وتنقسم إلى:
- الأشهر الحُرُم: وسميت بذلك لأن العرب في الجاهلية كانت تُحَرِّم القتال والمعارك في هذه الشهور وبقي الحال على ما هو عليه حتى بعد ظهور الإسلام وعددها أربعة، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال فيها:" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)" كما نرى أنه عز وجل قال عنها حُرُم أي يحرم فيها قتل النفس حتى أنه تبارك اسمه لم يُحَرِّم فقط قتل النفس أو القتال في هذه الأشهر إنما حَرَّم الظلم بكل أنواعه بما في ذلك ظلم الشخص لنفسه بارتكابه للمعاصي فيجب عليه تركها سواء كان في هذه الأشهر أم في غيرها.
- الأشهر الحِل: وهي الأشهر التي كان فيها القتال حلالاً عند العرب في الإسلام والجاهلية وهي عبارة عن الأشهر الثمانية المتبقية: صفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، وشعبان، ورمضان، وشوال.
ولهذا يحتفل المسلمون بذكرى رأس السنة الهجرية من كل عام وذلك بسبب ما كان يلاقيه النبي صلى الله عليه وسلم هو وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين من أذىً وطرد وتشريد فداءً لهذا الدين العظيم وفداءً لنبيه الكريم خصوصاً لما لاقاه من حزن بعد وفاة عمه أبي طالب.